توماس بابنجتون ماكولي (Thomas Babington Macaulay, Baron Macaulay of Rothley) المعروف بـ اللورد ماكولي ولد في عام 1800م وتوفي في عام م 1859م وهو سياسي كان عضواً في البرلمان البريطاني ومؤرخ وشاعر.
عمل ماكولاي كسكرتير للحرب بين عامي 1839 و 1841، وكمدير عام للمصروفات بين عامي 1846 و 1848. ولعب دورًا رئيسيًا في إدخال المفاهيم الإنجليزية والغربية للتعليم في الهند، ونشر حجته حول هذا الموضوع في “دقيقة ماكولاي” عام 1835.
الاستعمار الفكري
كانت فكرته أن الإستعمار الداخلي يُغني عن الإستعمار الخارجي، أي أنك لو بنيت الأمه عبر استعمارها فركياً وثقافياً ستصبح دولةً تابعة لك دون عناء استعمارها عسكرياً.
ولهذا أيَّد استبدال اللغة الفارسية بالإنجليزية كلغة رسمية في إيران، واستخدام اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم في جميع المدارس، ومراكز التدريب والمعاهد في الهند.
يقول ماكولي عن الهند:
لقد سافرت في الهند طولًا وعرضًا ولم أرى شخصًا واحدًا يتسول أو يسرق، لقد وجدت هذا البلد ثريًا لدرجة كبيرة، ويتمتع أهله بقيم أخلاقية عالية، ودرجة عالية من الرقي، حتى أنني أرى أننا لن نهزم هذه الأمَّة، إلا بكسر عمودها الفقري، وهو تراثها الروحي والثقافي. ولذا أقترح أن يأتي نظام تعليمي جديد ليحل محل النظام القديم لأنه لو بدأ الهنود يعتقدون أن كل ما هو أجنبي وإنجليزي جيد وأحسن مما هو محلي، فإنهم سيفقدون احترامهم لأنفسهم وثقافتهم المحلية، وسيصبحون ما نريدهم أن يكونوا، أمة تم الهَيمنة عليها تماما.
احتقار الحضارة العربية والهندية
قسَّم ماكولاي العالم إلى دول متحضرة وبربرية، حيث تمثل بريطانيا أعلى قمَّة في الحضارة. حيث استخف كثيراً بحضارة العرب والإسلام وبحضارة الهند و قد ذكر في إحدى مقالات موسوعته المقالية دقيقة ماكولي، حيث قال:
ليس لدي أي معرفة باللغة السنسكريتية أو العربية. لكنني فعلت ما بوسعي لتكوين تقدير صحيح لقيمتهما. لقد قرأت ترجمات لأشهر الأعمال العربية والسنسكريتية. لقد تحدثت هنا في منزلي مع رجال يتميزون بإتقانهم للغات الشرقية. أنا مستعد تمامًا لتبني وجهة نظر التعليم الشرقي بناءً على تقدير المستشرقين أنفسهم. لم أجد مطلقًا من بينهم من يُنكر أن رفًا واحدًا لمكتبة أوروبية جيدة يعادل كافة نتاج الأدب الأصلي للهنود والعرب.
المدارس الناطقة بالإنجليزية
قلل ماكولي من شأن المناهج التعليمية العربية والسنسكريتية واتهم التعليم بأنه سطحي وتافه وأن التعليم الإعدادي في إنجلترا أعلى شأناً من أي تعليم عالي في الهند أو المناطق العربية.
أنشأ ماكولي مدارس تعلم الإنجليزية وتعلم باللغة الإنجليزية في الهند لتخرج معلمين يتقنون الإنجليزية وينشرونها في البلاد، كما تم إنشاء معاهد وجامعات تدرس باالغة الإنجليزية لتنشر الثقافة الإنجليزية بين الهنود. وقد استخدمت بريطانيا هذه السياسة في كافة البلدان التي استعمرتها. كما نهجت فرنسا نفس النهج، حتى أن فرنسا مازالت تدعم مادياً كافة المدارس التي تعلم بالفرنسية خارج حدودها.
استعمار الناس فكرياً وثقافياً من خلال اللغة والإعلام بدا مؤثراً جداً، ولهذا انتهاج فكرة الاستعمار العسكري تضائل في عصرنا الحديث.
المراجع
- دقيقة بقلم المحترم تي بي ماكولاي ، بتاريخ 2 فبراير 1835، تم استرجاع الصفحه بتاريخ 04-12-2020.
- غرائب الغرب – الجزء الثاني، محمد كرد علي، نوابغ الفكر، 2018.
- توماس ماكولي، تم استرجاع الصفحه بتاريخ 04-12-2020.