ويليام هنري كويليام (10 أبريل 1856 – 23 أبريل 1932)، وقد قام بتغيير اسمه إلى عبد الله كويليام ثم هنري مارسيل ليون أو هارون مصطفى ليون، وذلك بعد التحول من المسيحية إلى الإسلام في القرن التاسع عشر، وقد اشتُهر بتأسيس أول مسجد ومركز إسلامي في إنجلترا.
البداية
ولد ويليام هنري كويليام في 22 شارع إليوت، ليفربول، في 10 أبريل 1856، لعائلة انجليزية ثرية. قضى معظم طفولته في جزيرة مان ونشأ كميثودي، وهي طائفة مسيحية بروتوستانتية. تلقى تعليمه في معهد ليفربول وكلية مانكس كينغ ويليامز.
أصبح محاميًا في عام 1878، وتخصص في القانون الجنائي، وعمل في 28 تشيرش ستريت، ليفربول. دافع عن المشتبه بهم في العديد من قضايا القتل البارزة. في عام 1879 تزوج من هانا جونستون. في هذا الوقت، كان كويليام ميثودياً ومؤيدًا لحركة الاعتدال في المملكة المتحدة. هذه الحركة دعت إلى الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
اعتناق الإسلام
اعتنق كويليام الإسلام عام 1887 بعد زيارة المغرب للتعافي من مرض. يقول كويليام في إحدى خطاباته في القاهرة في عام 1928 عن إسلامه التالي:
قرأت القرآن الكريم المترجم وكتاب البطل من تأليف كارلايل والعديد من الكتب الأخرى. عندما غادرت طنجة كنت قد اعتنقت الإسلام واستسلمت لسلطته واعترفت بأنه الدين الحقيقي.
اشترى كويليام المنازل 8 و11 و12 في بروغهام تيراس، ليفربول، وذلك بعد إسلامه، بفضل تبرع من نصر الله خان، ولي عهد أفغانستان.
المنزل رقم 8 بروغهام تيراس أصبح معهد ليفربول الإسلامي، وهو أول مسجد عامل في بريطانيا؛ تم افتتاحه في يوم عيد الميلاد عام 1889. افتتح كويليام أيضًا مدرسة داخلية للبنين ومدرسة نهارية للفتيات، بالإضافة إلى دار للأيتام، سمِّي “منزل المدينة”، للآباء غير المسلمين الذين لم يتمكنوا من رعاية أطفالهم ووافقوا على تربيتهم كمسلمين. بالإضافة إلى ذلك، استضاف المعهد فصولاً تعليمية غطت مجموعة واسعة من الموضوعات، وشمل متحفًا ومختبرًا للعلوم.
في عام 1889، نشر لأول مرة كتاب “الإيمان في الإسلام”، والذي اهتم بالدعوة إلى الإسلام والتعريف بمبادئه الأساسية. في البداية، تم نشر 2000 نسخة، ومع حلول عام 1890 تم طباعة 3000 آلاف نسخة من الكتاب. كما نشر كويليام مجلة الهلال الشهرية عن المسلمين في بريطانيا والعالم الإسلامي.
في عام 1890، نظم كويليام احتجاجات ضد عرض مسرحية الكاتب هول كاين “محمد”، والتي كانت ستتعرض لحياة رسول الإسلام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. كما أسس كويليام أول مدفن للمسلمين في ليفربول، وأول من دفن فيه كان مايكل هول، وهو واعظ ميثودي سابق اعتنق الإسلام في عام 1891.
اعتنق عدد من الأعيان الإسلام نتيجة لوعظ كويليام. وكان من بينهم الأستاذان نصر الله وارين وهاشم وايلد، بالإضافة إلى رشيد ستانلي العمدة السابق لستاليبريدج. تشير التقديرات إلى أن حوالي 600 شخص اعتنقوا الإسلام في بريطانيا نتيجة مباشرة لدعوة كويليام.
سافر عبدالله كويليام كثيراً ونال العديد من التكريم من قادة العالم الإسلامي. السلطان عبد الحميد الثاني، الخليفة العثماني السادس والعشرون، منح كويليام لقب شيخ الإسلام للجزر البريطانية. واعترف به أمير أفغانستان باعتباره شيخ المسلمين في بريطانيا، وعينه شاه إيران نائباً للقنصل الفارسي في ليفربول. كان على اتصال بمسلمي غرب إفريقيا الناطقين بالإنجليزية وقام بجولة في المدن الساحلية بالمنطقة وهو في طريقه إلى لاغوس لحضور افتتاح مسجد شيتا باي عام 1894 ممثلاً للسلطان عبد الحميد الثاني. رحلته هذه أحدثت صداً واسعاً.
توقف عمل كويليام في ليفربول بعد مغادرته إنجلترا في عام 1908 بعد أن يتم فصله من قائمة المحامين لاتهامات بشأن سلوكه غير المهني كمحام في قضية طلاق. حيث تم اتهامه عبرتلفيق دليل للمحكمة. من الواضح أن هناك دوافع قد تكون سياسية وراء تلك القصة.
اضطر عبدالله كويليام لمغادرة المملكة المتحدة على إثر هذه القضية، ومواجهة العداء والإضطهاد، وتعد هذه أول تجربة لمسلم في مواجهة “الإسلاموفوبيا” في بريطانيا. قضى بعدها وقتاً في اسطنبول. وعلى إثر مغادرته ليفربول تشتت الجالية المسلمة هُناك إثر كثير من الضغوط السياسية والذي تسبب في الإنهاك المالي.
عاد عبدالله إلى المملكة المتحدة قبل ديسمبر 1914 تحت اسم هارون مصطفى ليون. قضى الكثير من وقته في أونشان بجزيرة مان. توفي في شارع تافيتون، بلومزبري، لندن عام 1932 ، ودُفن في قبر غير معرَّف في مقبرة بروكوود بالقرب من ووكينغ. دُفن المُسلمون البارزون من أصل إنجليزي مثل عبد الله يوسف علي ومحمد مرمدوك بيكثال (الذي ترجم كلٌ منهم القرآن للإنجليزية) واللورد هيدلي في وقت لاحق بالقرب منه.
أتقن عبدالله بالإضافة إلى الإنجليزية، الألمانية والفرنسية والإسبانية والتركية والعربية. كما كان له نفوذ متزايد بين معتنقي الإسلام الجدد في أمريكا، حيث انضمت بعض المنظمات الأمريكية لمعتنقي الإسلام كفروع لمعهد ليفربول الإسلامي بين عامي 1894-1895.
وجهات نظره السياسية
جادل كويليام بأنه لا ينبغي على المسلمين “حمل السلاح” ضد بعضهم البعض خدمةً لمصالح غير المسلمين. خلال الحرب في السودان، نشر كويليام كتيبًا ينص على أن أي مسلم بريطاني قرر المساعدة بطريقة ما في الحملة العسكرية كان يتصرف “بما يخالف الشريعة الإسلامية”. أدت آرائه السياسية وولائه للخليفة العثماني إلى التنديد به واعتباره كخائن. من الواضح أن هذا كان أحد أسباب طرده من قائمة المحامين، كذلك حمله على تغيير اسمه لاحقاً.
إرث عبدالله كويليام
يتم الحفاظ على إرثه الثقافي بشكل أساسي من قبل جمعية عبد الله كويليام، التي تأسست في عام 1996. تهدف الجمعية إلى استكمال ترميم معهد ليفربول الإسلامي في بروجهام تراس. وقد ساعد المجتمع أكاديميون من بينهم رون جيفز، من جامعة ليفربول هوب سابقًا، ومحمد سيكر من جامعة دوكوز إيلول. كما تقدم الجمعية أيضًا سكنًا للطلاب الجامعيين.
المراجع
- شيخ إنجليزي، طبعة المساء ، الحجم ج الثالث عشر، العدد 137، 11 حزيران 1932، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 25-12-2020.
- السير توماس هنري هول كاين ، كاتب مسرحي، دراسة خاصة لمحمد (1890) وسياقاته، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 25-12-2020.
- عبدالله كويليام، ويكيبيديا، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 25-12-2020.
- الفيكتوري المسلم: عبد الله كويليام والإسلام في الغرب، جيمي غيلهام و رون جيفيز، 2017، ردمك 9780190869700.
- عن عبدالله كويليام، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 25-12-2020.
- شيخ الإسلام عبدالله كويليام يحضر صلاة عيد الفطر، فيديو، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 25-12-2020.
- 1894: إعادة بناء عام حاسم في حياة الشيخ عبد الله كويليام، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 25-12-2020.