بحث وإعداد المادة الأصلية: عبدالخالق جبارة، بلدية طولكرم
يعتبر مبنى السراي في مدينة طولكرم أحد 17 مبنى مماثلاً في فلسطين التاريخيه تعرف بالسراي .وهي كلمة تركية من أصل فارسي تعني دار الحكومة أو مقر وقصر الحاكم. ويعود تاريخ إنشاء هذا المبنى إلى عام 1893 ميلادية 1311 هجرية أواخر الحكم العثماني كدار للحكومة ومقراً لدوائرها ومنها بلدية طولكرم بعدما اعتبرت الدولة العثمانية طولكرم مدينة ومركزاً لقضاء بني صعب عام 1886 للميلاد.
ختم السلطان أو الطغره وأبيات الشعر المنقوشة على مدخل المبنى أعلى البوابة الرئيسيه تعتبر الهوية التي تعرف بالمبنى. فبيت الشعر الأول يوضح أن المبنى شيد بأمر من الخليفة العثماني السلطان عبدالحميد الثاني. والبيت التالي من الشعر يذكر اسم الوالي وهو خالد بابان والي ولاية بيروت التي كان يتبع لها القضاء.
وبيت الشعر الثالث يحمل اسم المتصرف وهو حسين متصرف لواء نابلس .والبيت الرابع يذكر اسم صالح الركابي وهو أول قائم مقام لطولكرم والذي قام بتشييد المبنى. أما بيت الشعر
الخامس والأخير فهو يبين سنة انشاء المبنى وفق حساب الجمل.
وقد تعددت استخدامات المبنى منذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر . فخلال الحرب العالمية الأولى استخدم كمقر للجيش الثامن العثماني. وخلال الانتداب البريطاني استخدم مقراً حكومياً ومركز توقيف ومركزاً ثقافياً بريطانياً ومكاتب للبلدية.
وفي عام 1946 للميلاد أصبح المبنى ملكاً خالصاً لبلدية طولكرم لتتخذ منه مقرا لها بعد أن اشترته من حكومة الانتداب البريطاني مقابل مبلغ 5000 جنيه فلسطيني. وبعد سقوط الجزء الأكبر من فلسطين بيد اليهود وانشاء دولة إسرائيل، أصبحت مدينة طولكرم تابعة للمملكة الأردنية الهاشمية واستخدم المبنى كمدرسة لأبناء اللاجئين وكذلك مقراً لمستشفى الجهاد ومقراً لجمعية التضامن الخيرية.
وفي فترة الحكم الأردني استمرت البلدية في استخدامه مقراً لها ومكتبة عامة في أحد قاعاته. وخلال سبعينات وثمانينات القرن العشرين وبعد انتقال البلدية منه، كان المبنى في طابقيه مقراً لمدرسة نور الدين زنكي الإعدادية ومدرسة طه حسين الإبتدائية.
مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 للميلاد استخدم المبنى في الطابق العلوي مقراً أمنيا ومن ثم مقراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح إقليم طولكرم وعدد من المؤسسات التابعة لها. أما الطابق الأرضي فقد استخدمته الشرطة الفلسطينية كمركز لشرطة المدينة.
عام 2009 للميلاد حصلت بلدية طولكرم على تمويل من الحكومة الإيطالية وبالشراكة مع عدد من المؤسسات الايطالية في مقاطعة توسكاني من أجل ترميم المبنى ليكون شاهداً على الموروث الثقافي والتاريخي لمدينة طولكرم ، وبناءً عليه أصبح الطابق العلوي بيتا للضيافة (نُزُل) يحتوي غرفاً فندقيةً، أما الطابق الأرضي فقد تم ترميمه ليصبح بازاراً شعبيا وفيه قاعة اجتماعات وندوات ومركزاً للاستعلام السياحي، بالإضافة إلى مطعم وكافتيريا.