أدى حصار مدينة سالونيك (ثيسالونيكي حالياً) بين عامي 1422 و1430 إلى سيطرة السلطنة العثمانية بقيادة السلطان مراد الثاني على مدينة سالونيك في ال29 من آذار/مارس 1430، وظلت المدينة تابعة للعثمانيين على مدى القرون الخمسة التالية. ومع تراجع نفوذ الدولة العثمانية، أصبحت جزءًا من مملكة اليونان بعد احتلالها في عام 1912. لكن بقي أغلب سكان المدينة من المسلمين حتى تم تبادل السكان بين اليونان وتركيا في عام 1923، فهجرها سكانها من المسلمين اليونانيين واستبدلوا بالمسيحيين الأتراك من الأناضول.
كانت سالونيك تحت السيادة العثمانية من عام 1387 إلى 1403 قبل أن تعود إلى الحكم البيزنطي في أعقاب معركة أنقرة. وبقيت سالونيك تحت الحكم البيزنطي حتى عام 1422، وفي ذلك العام دعم البيزنطيون الأمير العثماني مصطفى جلبي في محاولته للاستيلاء على السلطنة العثمانية من السلطان حديث العهد مراد الثاني. هاجم مراد الثاني ثيسالونيكي. ولعدم قدرة حاكمها أندرونيكوس باليولوغوس على توفير القوى البشرية أو الموارد للدفاع عن المدينة، قام بتسليمها إلى جمهورية البندقية في أيلول/سبتمبر 1423. حاول البنادقة إقناع السلطان مراد الثاني بالاعتراف بحكمهم للمدينة، لكنهم فشلوا لأن مراد الثاني اعتبر المدينة ملكاً عثمانياً وأن البنادقة ما هم إلا قوة احتلال غير شرعية.
أدت هذه الأزمة إلى حصار العثمانيين لثيسالونيكي، وهجمات متفرقة على المدينة. في الوقت نفسه، حصلت معارك ومناوشات بين البنادقة والعثمانيين على كلا جانبي أراضي الطرفين سواءً في البلقان أو جزر بحر إيجة. حاول البنادقة مرارًا وتكرارًا ممارسة الضغط على العثمانيين عن طريق إغلاق مضيق الدردنيل في جاليبولي، ولكن دون نجاحٍ يذكر.
أدى حصار المدينة إلى استنفاذ المؤن وبالتالي اضطر الكثير من السكان من النزوح خوفاً من المجاعة. كما أدت القيود المفروضة على ثيسالونيكي بسبب الحصار، وعدم قدرة البندقية من تزويد المدينة بالمؤن وتأمينها بشكل جيد، إلى انتهاكات بحقوق المواطنين العرفية، وانتشار ظاهرة التَّربح من قبل المسؤولين البنادقة في المدينة، وبسبب الحصار العثماني وفساد البنادقة أصبح هناك دافع كبير لدى السكان المحليين لتأييد تسليم المدينة للعثمانيين. شجع أُسقف المدينة، سيميون، أتباعهُ على المقاومة.
لكن، بحلول عام 1426، ومع عدم قدرة البنادقة على تأمين السلام بشروطهم، أصبح غالبية السكان المحليين يفضلون الاستسلام لتجنب النَّهب الذي يصاحب الفتح القسري. فشلت أيضًا جهود البندقية للعثور على حلفاء ضد العثمانيين: إما أن يتبع الحكام الإقليميون الآخرون مسارهم الخاص، أو كانوا هم أنفسهم معاديين للبنادقة، أو هزمهم العثمانيون.
بعد سنوات من المواجهات غير الحاسمة بين الطرفين، استعد الجانبان لمواجهة نهائية في عام 1429. وفي آذار/مارس، أعلنت البندقية الحرب رسميًا على العثمانيين، ولكن حتى ذلك الحين كانت الطبقة الأرستقراطية التجارية المحافظة التي تدير الجمهورية غير مهتمة بتكوين جيش كبير لحماية سالونيكن وإجبار السلطان مراد الثاني للتباحث حول شروط السلام.
في أوائل عام 1430، كان مراد الثاني قادرًا على تركيز عدد كبير من قواته لفتح سالونيك، حيث دخلها في 29 آذار/مارس 1430. أدى حصار المدينة وفتحها دون اتفاق إلى حدوث حالات نهب، كل ذلك أدى لتراجع عدد السكان من 40,000 نسمة إلى حوالي 2000 نسمة فقط، واستلزم إعادة توطين على نطاق واسع في السنوات التالية. أبرمت البندقية معاهدة سلام مع السلطان مراد الثاني في يوليو، اعترفت على أثره بتبعية ثيسالونيكي للبلاط العثماني. وعلى مدى العقود القليلة التالية، تحول العداء بين البندقية والعثمانيين إلى تنافس للسيطرة على ألبانيا.
المراجع
- حصار ثيسالونيكي، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 29-12-2020.
- السلطان مراد الثاني، تم استرجاع الصفحة بتاريخ 29-12-2020.
- مقولياس ، هاري ، المحرر (1975). تراجع وسقوط بيزنطة في أيدي الأتراك العثمانيين، بقلم دوكاس. ترجمة مشروحة لـ “تاريخ الترك والبيزنطيين” بواسطة مقولياس ، هاري ، جامعة واين ستيت. ديترويت: مطبعة جامعة واين ستيت. ردمك 978-0-8143-1540-8.