في إحدى الأيام في مدينة نابلس في فلسطين وفي إحدى حمامات الخان، وكان دور الحمّام للرجال ليلاً، والنساء نهاراً حيث حضر الليل وكان الحمام يعُج بالرجال المستحمين، وكان هناك مُدلكين للمستحمين، وكان كل مدلك يقوم بتدليك مجموعة من الرجال وفجأةً ضاعت طاسة الحمام بين المدلكين والمستحمين وبات العثور عليها أمراً مستحيلاً، وذلك لضعف الرؤيا بسبب بخار الماء الساخن الكثيف الموجود في الحمام.
فتوقف سكب الماء، وساد هرجٌ ومرجُ وعمت الفوضى والصراخ في الحمام. ومذ ذلك الحين تُربط الفوضى بضياع الطاسة أي طاسة الحمام النابلسي.
وهناك رواية أخرى للطاسة:
يحكى أنه في قديم الزمان وفي إحدى ممالك الروم كانت هناك قابلة (الدّاية) تقوم بتوليد النساء في تلك المملكة، وكانت تلك القابلة تستخدم طاسةً لكي تقوم بتحميم وتنظيف المولود. كانت هذه القابلة تضع الطفل في الماء فإن طفى على الماء يكون ابن حرام، أما ان غطس في الماء فيكون ابن حلال.
في إحدى الأيام أوشكت ابنة الملك على الوضع واستدعيت القابلة، فاجتمع العامة لحضور ولادة أمير أو أميرة .فأحضرت الداية لميلاد الطفل وتحديد إن كان المولود ابن حلال أو ابن حرام ..دخلت الدّايه لتوليد ابنة الملك وانتظر كبير الأعيان ليزفّ البشرى .. هل الطّفل ذكر .. أنثى .. ابن حلال .. ابن حرام .. ؟؟
سُمع صراخ المولود .. فهمّ كبير الأعيان ليكون أوّل من يتلقى البشرى ..عندما خرجت القابلة سألها كبير الأعيان بشرينا فقالت : المولود ابن حرام .. فقال كبير الأعيان : ما هذا الافتراء؟ هذه ابنة الملك .. !
قالت : أنا لا أغيّر كلامي .. المولود ابن حرام .. فسألها كبير الأعيان: كيف عرفتي .. قالت الطّاسة لا تكذب .. كل طفل أضعه بعد الولادة في الطّاسة فإذا طفى يكون ابن حرام وان غطس في الماء يكون ابن حلال ..فقال كبير الأعيان أريد أن أرى هذه الطّاسة اللعينة. أحضرتها القابلة فأخذها كبير الأعيان ورماها في النّهر المار من المدينة وقال لها : والآن اخرجي وقولي للجميع ضاعت الطّاسة فتكوني حفظتي الملك ولم تكذبي .