الخازوق هو أسلوب تعذيب وقتل تنفذ عن طريق إدخال قضيب مدبب حاد الرأس في فتحة شرج الضحية حتى يخرج من كتفه الأيمن دون إيذاء القلب وذلك لتعذيب الضحية قبل الوفاة.
أقدم استخدم للخازوق في التاريخ يعود للملك الفارسي داريوس الأول، حيث قام بإعدام حوالي 3000 بابلي بالخازوق عندما استولى على مدينة بابل في العراق.
لكن ظهرت شهرة الخازوق كما نعرفه في عصرنا الحديث من العصور الوسطى حيث أن أمير الفلاخ فلاد الثالث المجري قد أُطلق عليه لقب (المُخَوْزِق)، لاستخدامه الخازوق في قتل خصومه وأسراه.
أرسل السلطان محمد الفاتح رسولين لفلاد الثالث، فقبض عليهما وقتلهما بوضعهما على عمود محدد من الخشب (خازوق). وأغار بعد ذلك فلاد الثالث على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية وعاث فيها الفساد ورجع بخمسة وعشرين ألف أسير فأرسل إليه السلطان محمد الفاتح يدعوه إلى الطاعة وإخلاء سبيل الأسرى فلما مثل الرسل أمامه أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه وعند رفضهم طلبه لمخالفته لعاداتهم أمر هذا الطاغية بأن تسمر عمائمهم على رؤسهم بمسامير من حديد.
كما مثّلت شخصية “فلاد الثالث” الذي ينتمي لعائلة تدعى “دراكولا” النواة التي نسج حولها الروائي الإنجليزي برام ستوكر شخصية كونت دراكولا، مصاص الدماء الأشهر، في روايته الصادرة عام 1897 تحت عنوان “دراكولا“.
أفظع عملية إعدام بالخازوق في التاريخ الحديث
كليبر كان قائداً فرنسياً هزم الجيش العثماني في مصر في العام 1800م وبقي في مصر، ونكل وبطش بأهلها فثار عليه المصريون في القاهرة في منطقة بولاق، لكن كليبر نصب مدافعه على قمة جبل المقطم وقصف حي بولاق وأوقع مئات القتلى والجرحى بين المدنيين وقضى على الثورة. لكن طالباً سورياً كان يدرس في الأزهر، قرر الانتقام لدماء المسلمين الأبرياء. تسلل الطالب الأزهري سليمان الحلبي الذي كان في الرابعة والعشرين من العمر إلى حديقة قصر كليبر الواقع في حي الأزبكية وكان كليبر يتنزه داخل الحديقة فدنا الحلبي من كليبر حيث مد إليه يده اليسرى مدّعياً تقبيلها فمد إليه الآخر يده فقبض عليه وطعنه بيده اليمنى أربع طعناتٍ في البطن والصدر فصرخ ووقع ميتاً على الفور. حصل الفرنسيون على هذه الإفادة بعد التحقيق مع الحلبي وقد ذكر التقرير أنه تم ضرب الحلبي أثناء التحقيق.
الإعدام بالخازوق
حُكم على سليمان الحلبي بالإعدام وقد تم تنفيذ الإعدام بالخازوق عام 1801م في ميدان تل العقارب بمصر القديمة، وقبل الإعدام أحرق الفرنسون ذراع الحلبي اليمنى التي طعن فيها كليبر. وقد استغرق إعدام الحلبي عدة ساعات، وقبل وضعه على الخازوق تم إعدام جميع أصدقائه الحلبيين من طلاب الأزهر بقطع رؤوسهم .
حين انسحب الفرنسيون من مصر أخذوا جمجمة الحلبي وهي معروضه في متحف الإنسان في جناح باسي في قصر شايوه في باريس حيث كتب تحتها جمجمة مجرم: سليمان الحلبي.
الخازوق العثماني: اتهامات العثمانيين بإعدام أهل مصر والشام بالخازوق
أول من اكتوى بنار الإعدام على الخازوق كان العثمانيون على يد دراكولا في المجر ورومانيا. لم نجد أي دليل علمي أو تاريخي موثوق يذكر أن العثمانيين استخدموا الخازوق نهائياً. لكن هذه الادعاءات ساقها المستعمرون وعملائهم ووكلائهم لتشويه التاريخ العثماني الناصع البياض في مصر والشام حيث روت دماء العثمانيين الطاهرة هذه الأرض المباركة دفاعاً عنها لمئات السنوات.
المراجع
- المختار من تاريخ الجبرتي، عبد الرحمن جبرتي، 1958، مطابع الشعب.
- موسوعة رشيد “الجزء الأول”: التاريخ والإستحكامات الحربية، محمود أحمد درويش، صفحة 104، 2016، مؤسسة الأمة العربية للنشر والتوزيع.
- تاريخ الدولة العثمانية العلية إبراهيم بك حليم